سأصدقك القول عزيزي القارئ، الأجندة الأنيقة التي تقتنيها بداية كل عامٍ لتقنع نفسك بأنك ستصبح منجزًا و أكثر جدية من العام السابق أوحتى آوراق قوائم المهام المزينة اللاصقة، لا تعمل بمفردها وتنجز المهام عنك بل أنت من يملؤها!
نعم ربما تكون أداة مساعدة لتعمل بفعالية ، بترتيب ، بأناقة. لكنها لن تحمل عنك عبء إنجاز المهام السنوية المدونة عليها بكل حماس ولن تشطب عنك مهامك اليومية!
من وسط الزحام أشاركك خطة لتنجح في شطب مهامك المعلقة (بعد أن تعقد العزم على ذلك بكل تأكيد!)
1-دون أولوياتك قبل أهدافك.
كلنا يمر بتغيرات في الأولويات، ما له أهمية في حياتك هذه الفترة سيشغل أكبر حيز لك من وقتك و ستوليه أكبر عناية ممكنة.
قد يكون مولودًا جديدًا ففي هذه الحالة أنتِ بحاجة لوضع أولوية الوقت لصحتك و راحتك و عنايتك بمولودك ما عدا ذلك فهو ثانوي و قد يصل لمرحلة الهامشية حتى! و ربما تكونين في غربة ترعين أطفالًا صغارًا أقل من 5 سنوات بحاجة لبقائك بجانبهم لوقت يشغل الجانب الأكبر من يومك أو قد يستنزف طاقتك وهذا أمرٌ طبيعي.
قد تكون دراستك و مستقبلك فتركيزك على اجتياز اختباراتك بكفاءة و علامات مرتفعة سيفتح لك فرصًا أكثر للاختيار لذلك فهواياتك قد تكون ثانوية و قد يأخذ افتتاح عمل حر جزءًا كبيرًا من وقتك مما يؤدي لتقصيرك لا في جانب واجد فقط إنما ستضحي بأكثر من جانب.
وغيرها من الأولويات المتغيرة. إذن نستنتج أن أولوياتنا المختلفة هي التي ستحدد مقدار المهام و عددها و صعوبتها.
وعيك بأولوياتك سيسهل عليك أن تكون لطيفًا مع نفسك دون أن تلقي عليها موالًا من التأنيب كل يوم، ستعي أنه لابد أن يكون هنالك بعض التقصير أو التهميش في عدد من الأمور الثانوية.
2- دون أهدافك:
- بعد أن تحدد أولوياتك،ضع أهدافًا. عناوين كبيرة جدًا، و إنجازها ذا مدى طويل . مثلًا سأفتح متجر - سأطور نفسي في مجال ما-سأدرس شيئًا ما، وغيرها من المهام الخاصة بك.
- بعدها اختر منها واحدًا _أو اثنان_ بما يتناسب مع أولوياتك و طاقتك الحالية ولكل هدف مدة زمنية معينة لنفرض 6 أشهر. لا تبالغ فالكثرة ستزيد من تشتتك!
- بعد اختيارك للهدف دون أهدافًا صغيرة، و ركز على كل هدف منها على حدى
- حول هذا الهدف الصغير إلى أهداف أصغر (هذه الأهداف تمامًا هي قائمة المهام اليومية\الأسبوعية) التي ستؤدي في النهاية لوصولك لهدفك!
مثال:
فاطمة أم جديدة لمولود و ربة منزل ولكنها وضعت لنفسها هدفان هذا العام خسارة وزن الحمل و أن تدخل عالم الألوان المائية.
أولويتها الحالية هي عنايتها بالمولود الجديد و الحفاظ على صحتها كأم و تعويض قلة نومها أثناء النهار. و لكن بعد عدة أشهر من الولادة وجدت أن لديها روتين يساعدها على إضافة القليل من المهام التي تساعدها على تحقيق هدفها. ففي جانب الصحة قررت أن تضيف ليومها 15 عشر دقيقة لتمارين خفيفة الشدة و تزيد مدتها و شدتها مع مرور الوقت و بحسب جدول صغيرها.
أما بالنسبة لهوايتها فقررت أن تضغ قائمة بكافة التقنيات الخاصة بالألوان المائية ثم تخصص لكل تقنية عدة ساعات متفرقة بحسب روتين يومها، لتمارس و تقرأ وتبحث عن التقنية وتطبقها.
3-الالتزام و الانضباط و الاستمرارية أهم المفاتيح التي يجب أن تملكها و تنميها في نفسك:
- لا يوجد وصفة سحرية تساعدك على تحقيق أهدافك كلها بسرعة خارقة خيالية! الأمر كله بيدك أنت وحدك و هذه النقاط ستسهل عليك الالتزام قدر الإمكان:
- قلل مدة استخدام الجوال جلوسك ساعات طويلة متنقلًا بين وسائل التواصل الاجتماعي دون هدف و سبب هو استهلاك فارغ لساعات يومك!
- اصنع لك روتينًا يوميًا و خصص ساعة أو اثنتين للعمل في اليوم (منفصلة أو متواصلة بحسب مقدرتك) و زدها تدريجيًا كلما سنحت لك الفرصة حتى تعتاد على الروتين! و التزم بهذا الوقت كدوام رسمي لإنجاز مهامك.
- راقب متى يكون تركيزك مرتفعًا وطاقتك مناسبة لأداء المهمة خلال اليوم و اختر هذا الوقت ليكون وقت عملك! و بما يتناسب مع أولوياتك الحالية.
- دون مهام اليوم التالي مباشرة بعد الانتهاء من مهام اليوم، وضوح المهام يسهل عليك البدء
- حضر مكانك للبدء في اليوم التالي، رتب طاولة الرسم و الأدوات الخاصة أو مكتبك أو رواية أو كتاب تقرأه في ركن القراءة المخصص أو أدواتك وحذاؤك الرياضي في زاوية الرياضة في غرفتك.
4- إجازة أسبوعية:
و لأنك تمارس هواية أو عملًا حرًا لا يعني تمامًا أن يصبح شغلك الشاغل من بداية اليوم لنهايته و من أول الاسبوع حتى آخره! الإنجاز لا يعني أن ترهق نفسك في دوامة شطب المهام و إهمال ما عدا ذلك بشكل كلي. لنفسك عليك حق أن تصفي ذهنك من التفكير في قائمة مهام خارج وقت عملك الحر و خارج أيام العمل التي حددتها! مارس هوايات أخرى تحب أو اخرج في رحلة مع شخص تحب أو قم بزيارة عائلية لتقض وقتًا معهم، فكلها كفيلة بشحن طاقتك لتبدأ أسبوعًا جديدًا تشطب فيه بعض المهام!
أتمنى أن تكون تدوينتي هذه قد ساعدتك و لو قليلًا لتبدأ!
يومًا مزهرًا لك